الكاتب زغلول الطواب

الحلقه السابعه من القصه القصيره 

                        ( إنطفأت الشموع ) 

                            تأليف الكاتب

                           زغلول الطواب

     وقع أحمد مغشياّ عليه أثر إرتطام الموبايل بجبهته خلفت الخبطه جرح بسيط وتورم بالجبه فوق حاجبه الأيسر وسالت من جبهته الدماء مما جعل هند تنزعج وتجلس صامته شاردة الزهن بعينان زائغتان تلتفت يميناّ ويساراّ وكأنها لا تصدق ما حدث ولكنها لا تستطيع النهوض لتصل إلي زوجها الذي غاب عن الوعي ولم تعرف كيف تتصرف وظلت تحدث نفسها وتخبط بكلتا يديها فوق رأسها وتقول 

إيه إللي أنا عملته ده يا نهار مش فايت أحمد مات يا لهوي أعمل أيه أنا دلوقتي أتصرف إزاي يا ربي 

مش عارفه أجيب الموبايل أتصل بالبواب يجيي يشوف أحمد أو أتصل بالمستشفى يبعتوا عربة إسعاف المهم أطمن على أحمد نفسى أعرف هو فيه الروح ولا طلعت يا نهار إسود ده لو مات هتبقى ليله سوده عليا أعمل أيه يا ربي أنا بس أيه إللي جرالي يقطع غاده وسنين غاده 

ثم شردت قليلاّ تفكر ماذا تفعل وكيف تتصرف فأخذ عقلها يأتي ويذهب بأفكار تنقذها من هذه الورطه التي حلت على رأسها دون أن تقصد أذيته فهي حينما دفعت بالموبايل وصوبته إليه كانت لم تكن في وعيها التام بل كانت في حاله عصبيه بسبب غاده التي أتصلت بزوجها وكأنها متعمده تغيظ هند مما جعل هند تخرج عن شعورها وتسبب إنهيارها في جرح جبين زوجها وسالت منه الدماء 

وبينما هي تفكر وتتحدث بصوت خافت طرأت في رأسها فكره تخرجها من هذه الورطه التي حدثت ولم تك في الحسبان 

فكرت هند بأن تحاول القيام متكأه على كرسي السفره حتى تصل يدها للموبايل وتقوم بالإتصال بالبواب حتى يآتي ويطمئنها على زوجها إن كانت مازالت فيه الروح أما لو كان فد فارق الحياه سوف تقول للبواب حتى يكون الشاهد الوحيد ااذي تستند إليه في المحكمه ففكرت أن تصطنع البكاء وإستحضار بعض الدموع في عينيها حتى إن آتى البواب يرى حالتها وهي تبكي والدموع تغرق عينيها وخديها فتتقول له حينما يدق جرس الباب إلحقوني جوزي مات جوزي وقع وأتخبط في كرسي السفره ووقع مغمى عليه وأنا رجلي مكسوره ولسه جايه من المستشفى ومشقادره أقوم ولا أتحرك ومن العاده أن كل صاحب شقه يعطى نسخه من مفتاح باب الشقه للبواب لفتحها في حالالت الطوارئ حينما يكون أهل البيت في الخارج فيقوم البواب بالتصرف وفتح باب الشقه في حالة حدوث تسريب مياه أو إشتعال حريقه أو أي من الكوارث المحتملة الحدوث فتذكرت هند بأن مفتاح الشقه مع عثمان البواب وحينما يدق الجرس سوف تقول له أفتح الباب يا عثمان وإلحقنا بسرعه أحمد جوزي وقع ومعرفش إيه إللي جراله ولا بيصد ولا بيرد وأنا مش قادره أقم ولا عارفه أتصرف وبالفعل راقت لها الفكره وإقتنعت بها فحاولت أتزحف على بطنها لتصل إلى أحمد وتتلتقط بعض الدماء بمنديل ورقي دون أن تلمسه بيديها حتي لا تترك أثر لبصماتها عليه وبالفعل نفذت ما فكرت فيه ثم عادت زاحفه على بطنها مرة آخرى لتصل إلى كرسي السفره وتحاول التشبث به لكى تقوم وتصل للموبايل الذى ثبت فوق السفره حينما إرتطم بالشمعدان فأمسكت بالموبايل وعدلت الشمعدان وقامت بإشعال الشموع ثم مسحت حافة الكرسي بالمنديل المبلل بدماء أحمد ثم دثت المنديل في ملابسها الداخليه حتى لا ينكشف أمر ما قامت بتدبيره وقامت بالإتصال بالبواب وقالت له وهي تبكي إلحقني يا عثمان وهات مفتاح الشقه بسرعه أحمد جوزي وقع ومش عارفه جراله أيه وأنا مش قادره أتحرك ولا قادره أقوم من مكاني رجلي منعاني من الحركه إلحقني بسرعه 

سرعان ما آتي عثمان البواب وقام بفتح باب الشقه وإذ بهند تصرخ حينما رأته 

إلحقني يا عثمان أحمد جوزي وقع وإتخبط في كرسي السفره ومحطش منطق فهم عثمان مسرعاّ نحو أحمد ليتحسسه محاولاّ إفاقته بعدما تأكد بأنه مازال على قيد الحياه فطمئنها وقال لها إطمني يا ستو هانم البيه بخير فتنهدت هند وقالت الحمد لله شكراّ يا عثمان إنت رديت فيا الروح لو سمحت أتصل بالمستشفى علشان يبعتوا عربة إسعاف تنقل أحمد علشان الدكتور يكشف عليه ويطمئنا فقال لها عثمان حاضر يا ستو هانم سأتصل بالمستشفى فوراّ وبالفعل قام عثمان بالإتصال بالمستشفى وحكى للمسؤل عن حالات الطوارئ الحكايه فطمأنه بعد أن أخذ منه بعض البيانات الخاصه بعنوان البيت وقال له دقائق وهتكون عربة الإسعاف تحت العماره

ولم تنقضى ربع ساعه وسمعت هند سارينة الإسعاف وآتيا المسعفين وقاما بحمل أحمد فوق نقاله وأنطلقت السياره وكان عثمان برفقة أحمد حتى وصوله للمستشفى بينما هند ظلت تنتظر عثمان يطمئنها عن حالة زوجها بعدما يتم الكشف عليه وبالفعل بعد نصف ساعه دق جرس الموبايل وكان المتحدث عثمان البواب

فقالت هند أيوا يا عثمان طمنى البيه أخباره أيه فقال لها عثمان إطمنى يا ستو هانم البيه بخير الموضوع بسيط الدكتور خيط له الحرح ووضع عليه لاصقة شاش وسنعود أنا والبيه بعد ساعه إن شاء الله بس يكون فاق شويه قالت له هند الحمد لله شكراّ يا عثمان

وقبل أن يصل أحمد من المستشفى دق الموبايل الخاص بزوجها وإذ بالمتصله هي نفسها غاده وكانت الصدمه لغاده حينما سمعت هند هي التى ردت عليها غصمتت دون أن تتفوه بكلمه وأغلقت الموبايل في وجه هند فأشتعلت هند غيظاّ وقالت والله يا سافله لما أشوفك هعمل فيكي عمايل سوده هبدلك قدام كل الناس هخلي إللي ما يشتري يتفرج عليكي وهبهدلك آخر بهدله وهحرمك وأندمك عاى بجاحتك وقلة أدبك دي وأنت يا سي أحمد بس تيجي وهتشوف هعمل فيك أيه ولا هيهمني الجرح ولا غيره 

مرت أكثر من ساعه ولم يآتي أحمد فأنتابة هند حاله من القلق والحيره فقامت بالإتصال بعثمان البواب وصرخت في وجهه وقالت أيه كل التأخير ده يا عثمان أنتوا فين لسه في المستشفى ولا أيه فقال لها عثمان لا يا ستو هانم إحنا تحت العماره متقلقيش ثواني والبيه هيكون قدام باب الشقه ثم دق جرس الباب فقالت هند بصوت عالي مين بره فقال لها زوجها أنا يا هند فقالت له وأنا هفتح لسعادتك إزاى يا سي أحمد أفتح بمفتاح عثمان وهو أنا هقدر أقوم أفتح لما بترن الجرس 

فنادى أحمد على عثمان لكي يآتي ومعه مفتاح الشقه ليفتح الباب

فحضر عثمان البواب وقام بفتح الباب ثم إستأذن ونزل تاركاّ أحمد يدخل الشقه بمفرده 

دخل أحمد وهو يتوجع من شدة الألم والصداع الذي تملكه نتيجة إرتطامه بالموبايل وحينما لمحته هند قالت له حمدالله على السلامه يا بتاع غاده الهانم لسه حالاّ متصله علشان تفرسني والله يا أحمد أنا بس عنيا تلمحها وهتشوف هعمل فيها أيه قليلة الأدب إللي متربتش ماشي يا سي أحمد هتشوف 

فقال لها أحمد من فضلك يا هند أنا تعبان وعندي صداع ممكن تأجلي أي كلام دلوقتي في الموضوع ده 

إللي مش هنخلص منه في سنتنا السوده دي

حضرتك بدل ما تسأليني عملت أيه عند الدكتور وتطمني عليا حضرتك بتسمعيني موشح إنتي مش بتزهقي يا هانم إرحميني بقا ولا أسيبلك البيت وأنزل أغور في أي داهيه أنا زهقت من منك ومن لسانك هو فيه كده في الدنيا

فضحمت هند بسخريه وقالت له أيوا أيوا يا خويا خدوهم بالصوت لا يا حبيبي الأفلام دي متدخلش عليا ولا هاكل من الشويه بتوعك دول أنا مش بهدد أنا فعلاّ لو شوفتها هتشوف هعمل فيها أيه وإنت عقلك في راسك وتعرف خلاصك وإنت حر وده أول وآخر إنزار يا سبع البرومبه فاهم ولا لأ

تركها أحمد وأنصرف متجهاّ إلى غرفة النوم دون أن يلتفت إليها أو يرد فأشتعلت من الغيظ وأنتابتها حاله من العصبيه فدفعت بالموبايل مرة آخرى ليصتدم بالشمعدان فيقع على السفره وأمسكت النار بمفرش السفره وأشتعلت النيران فصرخت وقالت إلحقني يا أحمد البيت بيولع فجاء أحمد مسرعاّ من غرفة النوم بثيابه الداخليه فلم يتممن من تغيير ملابسه وقام بإطفاء النار ببطانيه وأطفأ شموع الشمعدان

إلى اللقاء في الحلقه القادمه بإذن الله

بقلمي

زغلول الطواب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عميد جامعة ملوك الحرف النقدية الدكتور طلال حداد

الشاعر /عادل تمام الشيمي

الشاعر محمد جاسم الرشيد