الشاعر محمود حمود ( جامعة ملوك الحرف النقدية وأهدافها )
استراتيجية الحفاظ ودعم الفنّ الادبي
وتنميته من الافتراضي الى الواقع
الموضوع الذي اخترته يدرس عدة جوانب وليس الهدف منه هو الترف الفكري وانما نحاول معاً العمل لتحقيق اثر معيّن في الواقع وهذا ما دأبنا عليه وهذا كان الهدف من انشاء المجلة التي تضم ثلّة من الكتّاب والشعراء البعض لديه الموهبة الادبية والبعض يعمل على صقل هذه الموهبة عبر التواصل مع الاخرين والمجلة هي بيت الجميع وهي البوتقة التي تصهر الجميع في انٍ معاً في محاولة لتقديم احد الفنون الاساسية والذي له الاثر الكبير في ايقاظ الشعور بالمجتمعات ولا يخفى على احد انّ الفنّ الادبي بشقّيه الشعري والنثري كان الاوّل والرائد في الفنون التي حظيت بأولوية تأثيرية في كلّ مجتمع منذ العصور القديمة وحتى عصرنا هذا.
خاصة وانّ الشعراء والادباء والفنانين بشكل عام وعلى مرّ العصور هم صفوة المجتمع فالاثر الذي ينعكس على المجتمعات يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه النخبة لذلك كان مقياس الانحطاط والتطور مرتبط بوجود هذه النخبة في المجتمعات .اضافةً الى افتتان العامة بهؤلاء والتأثّر بهم مما يجعل على عاتق المفكرين والادباء والشعراء والفنانين عامةً مهمة صعبة ومسؤولية كبيرة لا يمكن التفريط بها في قيادة المجتمعات نحو الارتقاء والحضارة.
اذن الفنّ هو تعبير عن الجمال بطرائق مختلفة فمن الرسم الى الموسيقى فالكتابة والشعر والتصوير والمسرح يعبّر الانسان عن نظرته واحساسه المرهف في نتاج فني ما ولا يكاد يخلو مجتمع منذ بدء الخليقة الى وقتنا الحاضر من الاهتمام بالفنون على انواعها ولا شكّ انّ للتطوّر المعيشي والتكنولوجي اثر في تطوّر الفنون او بعضها.وما نحن اليوم بصدده هو الفن الادبي وسنستعرض الاثر الحضاري للادب والشعر في المجتمعات واهميته كمادة اساسية في التأثير بالذوق العام وما ينتج عنه. وهذا البحث وان لم يكن بالجديد ولا شكّ انّ الكثير قبلي استوفوه حقه الا انني استعرضه لأمر اخر بنّاء وهادف وليس لمجرّد البحث.
بدايةً ما هو الادب؟؟
الادب فنّ من الفنون الجميلة التي تعبّر عن تجربة انسانية بطريقة جمالية حيث توقظ الشعور في الانسان وتحفّزه على الاحساس بالجمال وتوجّهه ربما عبر معالجة مشكلة ما .واللغة هي الوسيلة في ايصال هذا الفنّ لذلك على قدر الاهتمام بها يكون الاهتمام بهذا الفنّ والحفاظ عليه وهذا موضوع على قدر من الاهمية.
وللكلمة تاثير ساحر في النفوس حيث يكون فعلها اقوى من اي سلاح وبما انّ الانسان يقاد بالفكر وليس بالقوة كانت الكلمة صاحبة الفضل في قيادة المجتمعات والتأثير بها ولو حاولنا استعراض اثر الكلمة لفاض الحديث بالذكر فعلى سبيل المثال واذا حاولنا الرجوع قليلاً للعصر الجاهلي نجد انّ الادب والشعر خصوصاً كان له الاثر البالغ في تحريك المشاعر فالشاعر كان بمثابة الملهم لابناء القبيلة فهو الذي يقارع الخصوم ويهجوهم فيعيد الاعتزاز بالنفس ويشحن النفوس ويؤثر في شعور الابناء المقاتلين وتحميسهم للغزو .وبالمقابل كان فنّ الخطابة ولا يزال الركن الاساسي لأيّ تحرك يحتاج الى تضحيات وبذل والتاريخ فيه القصص الكثيرة.ولو استعرضنا قليلاً الثورة الصناعية في اوروبا واسبابها لوجدنا انّ الادباء والمفكرين والفلاسفة كان هم وقود الثورة وهم من وجهوا المجتمع نحو التغيير ونحو التخلّص من تسلّط رجال الدين الذين كانوا يجهضون ايّ محاولة فكرية جديدة ويتسلطون على رقاب العباد بايهامهم بسلطتهم الالهية .
فالاديب والشاعر هو ابن مجتمعه يحاكي الامه افراحه تطلعاته لذلك تقع على عاتقه مهمة صعبة كما ذكرت سابقاً فالى جانب المتعة التي يتذوقها القارئ لا بدّ من هدف من القراءة يصلها عبر هذا الاديب او الشاعر كرسالة انسانية ما.فالادب الصادق ليس معزولاً عن المجتمع فعلى الادباء ان يعيشوا تجربة عصرهم ويعكسوها في اعمالهم متوخين الفاسد مكرّسين الجديد بجماله فهم بالجمال يأسرون النفوس وليس بمجرد الكلام .
بعيد هذا التعريف المختصر اودّ الانتقال الى الامر الاهم من هذا البحث.وهو ازاء ما ذكرت ما اهمية وسائل التواصل الاجتماعي في هذا .؟
الكل يعلم ان المجلة التي قامت من اجل جمع العدد الكبير من المهتمين بالادب وتشجيعهم على صقل موهبتهم عبر النقد البنّاء لذلك كان استحداث فرع للمجلة تهتم بالنقد الادبي وهذا كله في سبيل تصويب مسار الكاتب او الشاعر فالنقد هو بمثابة الارشاد والتحفيز ومما لا شك فيه انّ لا احد ارتقى سلّم النجاح من دون المتابعة والنقد فهذه العملية تضيء للكاتب والشاعر على مكامن الخلل من ناحية ربما فيعمل على تصويبها في المرة القادمة وبوجوده بين عدد كبير يساهم ذلك في تعدد الصور الابداعية لديه عبر المتابعة والقراءة وليس الامر هو وضع اعجاب دون قراءة لأن الغاية هي الارتقاء ليس غير والاهتمام باللغة هو اهتمام بفنّ له الدور الكبير في المجتمع ونحن من جهتنا عاهدنا انفسنا علبى بذل الجهود في سبيل هذه الغاية ومعا يدا بيد نفتح صدورنا لتجارب الشباب ونناقشها ونعمل على ابراز هذه الطاقات التي يجب ابرازها وذلك بما يتم من اصدارات تتم عبر دور نشر لمن يستحقّ لان بذرة الخير تحتاج لمن يمدّها بالعطاء والعناية لكي تعطي ثمارها المرجوّة .والله ولي التوفيق.
حرّر في 15كانون الاول الموافق لنهار السبت 2018ميلادي
محمود حمود
تعليقات
إرسال تعليق